English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

قراءة الحسن البصري وتوجيهها النحوي ، سورة البقرة نموذجا

(أ . مصطفى علي مسعود شاماكة كلية التربية بالعجيلات جامعة الزاوية)
ملخص

الحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين . أما بعد : فإن علاقة القرآن الكريم بالنحو علاقة وطيدة ، يدركها كلّ من ألمّ بتاريخ اللغة العربية ، و وقف على كيفية نشأة النحو ؛ لأن وضعه مرتبط بتفشي اللحن في صفوف المسلمين ، فالحرص على القرآن الكريم كان الباعث الأساسي لنشوء علوم العربية ، إضافة إلى اعتزاز العرب بلغتهم ، وحرصهم الدائب على سلامتها . لقد اعتمد العلماء الأوائل في وضع علم العربية وبناء قواعدهم على لغة القرآن الكريم ، وقراءاته، وأشعار العرب ، وأقوالهم وأمثالهم ، متناولين بذلك السمات العامة المشتركة بين لهجات القبائل ولغة القرآن وقراءاته ، ولقد اعتدّ النحاة بالقراءات الشاذة ، ولكن مواقفهم ارتبطت بمدى مطابقتها العامة ، فبيّنوا بها بعض القواعد اللغوية ، وفضلوا بعض أوجه القراءات الشاذة على القراءات المشهورة المتواترة، إلاّ أن أئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن الكريم على الأفشى في اللغة ، والأقيس في العربية ، بل على الأثبت في الأثر ، مع صحة السند في النقل والرواية ، وموافقة القراءة للرسم العثماني ، فما خالف المصحف لا تجوز القراءة به ؛ لأن القراءة سنّة يجب اتباعها وعدم مخالفتها . وهذا البحث يتناول قراءة الحسن البصري ) 1 ( وتوجيهها النحوي في سورة البقرة ، وقد اقتصرت فيه على قراءة واحدة من القراءات السبع ، وهي قراءة حفص ) 2 ( بن سليمان الذي أخذ من عاصم ) 3 ( بن أبي النّجود الأسدي ، ولقد تناولت بالبحث والدراسة قراءة الحسن البصري ، وبينت توجيهاتها اللغوية ، ورتبتها حسب ورودها في سورة البقرة . 4 ( قرأ الحسن) 5 ( ) غُشاوةٌ ، غَشاوةٌ ، عُشاوةٌ ( فالقراءة الأولى ( غِشَوَةٌ والثانية بمعنى الغطاء، والثالثة كذا ضبطت في كتب القراءات ، والذي في كتب اللغة بفتح العين ، وهو : سوء البصر بالليل والنهار أو العمى ، وأما وجه ضم العين فلم أجده بأحد المعنيين السابقين ، اللهم إلا هذه القراءة فلعلها شاهدة لأحدهما .........