English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

مدى أهمية العلاقات الإنسانية في تطوير الإدارة المدرسية

(د. الشريف محمد على الحراري كلية التربية الزاوية جامعة الزاوية)
ملخص

تولي الدول المتقدمة اهتماماً كبيراً في التربية والتعليم و تركز اهتمامها على إدارة قطاع التعليم أكثر من مادته وبرامجه. حيث إن الإدارة الحديثة المواكبة للعصر لابد وأن تكون متوافقة مع المفاهيم الإنسانية والنظريات العلمية الحديثة.. والتي تقوم على الاهتمام بالإنسان وتكريمه واحترامه ؛ لكي يقوم بدوره بكفاءة وإتقان ، والمدرسة كتنظيم لمجموعة من الأفراد لا بد لها من إدارة توجهها ، شأنها في ذلك شأن أية مؤسسة أخرى ، و لكنها في حاجة إلى إدارة تتناسب مع طبيعة المؤسسة التعليمية ، بصفتها تمارس مهنة تتولى إعداد الإنسان ؛ و لهذا ينبغي أن تسود فيها علاقة من نوع خاص ، تتفق مع طبيعة المهنة ؛ ونظراً لأهمية المدرسة في حياة المجتمع ودورها المهم الذي تقوم به كي إعداد الأجيال فإن إداراتها تحتاج إلى كفاءة ومقدرة عالية تتناسب مع حجم هذه المسؤولية وتسيير أمورها في مناخ صحي سليم. ولذلك فإن نجاح عمل المدرسة يتوقف على مدى تفهم مديرها والعاملين معه والمجتمع المحيط بالمدرسة لبعضهم البعض وتوثيق العلاقات الودية فيما بينهم ، وتماسكهم تماسك الصف الواحد ، وبهذا يصبح الجو المدرسي جواً تسوده العلاقات الإنسانية السليمة التي تعمل على تماسك الجماعة المدرسية ، كما أن هذا التماسك يتيح للمدير أن يتعرف على معلمي المدرسة والعاملين معه ويتعرف على قدراتهم وميولهم واستعداداتهم وينعكس أثر ذلك على التلاميذ ويتعدى ذلك إلى بناء علاقات إنسانية جيدة مع أولياء أمور الطلاب والمتعاملين مع المدرسة. وتأسيساً على ذلك فإن الإدارة المدرسية لها دور فعال في تحقيق تلك العلاقات الإنسانية في المدرسة من خلال خلق المناخ التربوي والتعليمي المناسب وبث روح الحماس في نفوس الهيئة الإدارية والتعليمية والتلاميذ وتشجيعهم ، والابتعاد عن الأساليب التسلطية التي لا تؤدي إلى نتيجة ، وبتحقيق تلك الأمور ينعكس أثر هذه العلاقات الإنسانية على المدرسة بزيادة دافعية العاملين للعمل وارتفاع روحهم المعنوية ؛ مما يؤدي إلى التعاون فيما بينهم ومضاعفة الجهد وحل المشاكل التي تعترضهم وبذلك يتحقق التوازن بين منسوبيها كافة ؛ مما يجعل العملية التربوية والتعليمية تسير على أحسن وجه ممكن. وانطلاقاً من هذا المبدأ فإن للعلاقات الإنسانية تأثيراً بالغاً في الإدارة المدرسية فهي تقوم بتهيئة المناخ المناسب للعملية التربوية والتعليمية إذا أحسن استخدامها وهذا بلا شك ينعكس أثره على الطالب وعلى العملية التربوية والتعليمية بأكملها . ولهذا فعلينا أن نستشرف هذه المهمة ونقدم هذا البحث من خلال دراسات متعددة قدمها أساتذة الفكر والتربية في مجال الإدارة المدرسية لعلها تكون معينة ومفيدة في هذا المجال.