English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

التفسير الإشاري حدوده وتجاوزاته

(د عبد المجيد أبو القاسم الرحيبي كلية العلوم والآداب الأصابعة جامعة الجبل الغربي)
ملخص

إن المتأمل لأغلب كتب تفسير القرآن الكريم يجد أن أصحابها جمعوا فيها بين التفسير بالمأثور كالطبري وابن كثير وغيرهما، وبين التفسير بالمأثور والرأي معا كتفسير الكشاف للزمخشري والجلالين والبيضاوي وغيرها، إلا أن بعض المفسرين أضافوا إشارات أو تأويلات في تفاسيرهم أطلقوا عليها اسم التفسير الإشاري أو الباطني، أو العرفاني، أو الرمزي، أو الشهودي، والذي يشير كل اسم إلى نوع خاص من التفسير الإشاري، وهذا النوع من التفسير وإن تباينت آراء العلماء حوله بين مجوز عند فريق وممانع عند آخر فهو موجود في بعض كتب التفسير يتدارسه المسلمون ويتداولونه بينهم، بين مدرك له بأنه إشارات ليست تفسيرا ظاهراً فيتخيرون منه ما وافق التشريع، وبين جاهل به وغافل عن خطره يظنّ أنّه من أصول التشريع فيبني عليه أحكاما ويؤسس عليه منهجا . وفي هذا البحث سأحاول التوقف عند هذا النوع من التفسير بدقة الباحث وبصيرة المتأمل في أعماق الحقيقة لمعرفة ما إذا كان الغرض منه اتباع الهوى والتلاعب بآيات القرآن وصرفها عن مسارها الصحيح، أو كان الغرض منه الإشارة إلى تعظيم كتاب الله، واستنباط ما فيه من أسرار وعجائب لا تنقضي فيكون ذلك من كمال الإيمان ومحض العرفان.