English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

الإشراف التربوي ضرورة ملحة

(د. صالح سعيد دقيبينة جامعة الزاوية كلية التربية العجيلات)
ملخص

يحتل الإشراف التربوي مكانة عالية في العملية التربوية ؛ لأنه القناة التي ينفذ من خلالها واقع التربية والتعليم ، ولذا كان أهم حلقة في سلسلة تنظيم التعليم فهو الذي يضع الخطط والسياسة التعليمية موضع التنفيذ وفي يده مفتاح نجاحها ، كما أنه يعمل على توفير المناخ المناسب لجميع محاور العملية التعليمية لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة. ولقد مر هذا التطور في مفاهيم الإشراف التربوي في ليبيا بثلاث مراحل هي : التفتيش والذي يتحرى البحث عن الأخطاء ومراقبة المعلم ، مما عجل بانتهاء مرحلة التفتيش والذي كان انعكاساً لفلسفة المجتمع في ذلك الوقت ، ثم استبدل مسمى التفتيش بمسمى التوجيه التربوي رغبة في تطوير العمل التربوي وتوثيق الصلة بالمعلم ،وان مصطلح التوجيه )يوحي بالفوقية أي أن إرادة الموجه تعلو إرادة المعلم ( فاستبدل بمسمى الإشراف التربوي والذي يلغي هذه الظاهرة التوجيهية ويدل على التفاعل بين المعلم والمشرف التربوي وذلك بغرض تشخيص الموقف التعليمي وتحليله وتقويمه ، ثم تحسينه وتطويره ، وتطور هذا المفهوم ليشمل جميع عناصر العملية التعليمية والتربوية . ومن هنا برزت مكانة الإشراف التربوي في الهيكل التنظيمي على أنه أداة لتطوير البيئة التعليمية بحيث ى يمكن الاستغناء عنه ، لا سيما وأن كل عمل بحاجة إلى الإشراف حتى يتم تطويره والارتقاء بمستواه ، فكيف إذا كان الأمر متعلقا بالتربية والتعليم المسؤولين عن بناء الإنسان الصالح ؟ كما أن الإدارة التعليمية العليا تستند إلى الإشراف التربوي في اتخاذ القرارات التصحيحية لسير العملية التعليمية والتربوية ، حيث أشار )الزائدي 1419 ه() 1 ) إلى أن المتابعة من قبل المشرفين التربويين للعاملين في الميدان مطلب ملح من خلال ما توفره تقاريرهم وزياراتهم الميدانية من معلومات عن سير العلمية التعليمية والتربوية في المدارس بهدف اتخاذ قرارات التصحيح في الوقت المناسب وكلما دعت الحاجة إلى ذلك . وأصبح بذلك الإشراف التربوي عملية مستمرة متكاملة ، من خلال المتابعة لسير عملية التعليم والتعلم ، والسعي إلى تطويرها وتغذيتها بالأفكار والتجارب والأساليب الفعالة بغية تحقيق الأهداف . فالإشراف يفرض نفسه أكثر فأكثر باعتباره ضرورة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية إلى جانب كونه عملية تربوية " )التوثيق التربوي 1402 ه