English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

التلوث البيئي بالمبيدات الحشرية بين الحدوث والتأثير

(أ . حسن امحمد خليفة سليمان كلية التربية الزاوية جامعة الزاوية)
ملخص

خلق الله الكون في توازن بديع، وعندما يتدخل الإنسان بإفراط فإن هذا التوازن يختل، و لجأ الإنسان إلى تصنيع واستخدام المبيدات بعد سنوات طويلة من الاعتماد على الطرق الميكانيكية والطبيعية والتشريعية لمكافحة الآفات والتي تميزت بعدم إحداثها أضرار بيئية وهو ما يهدف إليه اليوم تحت شعار المكافحة المستنيرة والمتكاملة وقد اتجهت نظم مكافحة الآفات إلى الاعتماد على المبيدات لسرعة التأثير، لغرض تحقيق ربح سريع دون أي اعتبارات للمخاطر والتأثيرات الجانبية الضارة على كل أنواع الحياة . وبالرغم من الأضرار الجانبية للمبيدات إلا أن الكميات التي تستخدم منها سواء على النطاق العالمي أو المحلي في ازدياد مستمر، وكذلك فإن الفاقد في الإنتاج الزراعي والأمراض التي تنتقل بالناقلات في ازدياد مستمر باستخدام المبيدات ويعتقد الكثيرون بأن المبيدات تزيد من الإنتاج الزراعي وهذا الاعتقاد خطأ، ومنذ أن اكتشف مبيد D.D.T في سويسرا والمبيدات الفسفورية العضوية في ألمانيا والمنظمات الهرمونية في إنجلترا رسخت لدى المزارعين ورجال الصحة العامة أهمية الاعتماد على هذه الكيميائيات في مكافحة الآفات الزراعية والصحية وحدثت طفرة في إنتاج واستخدام المبيدات بعد دخول الصناعات البتر وكيميائية في هذا المجال) 1 .)واستخدمت المبيدات بفاعلية منذ عام 1850 م ولكن قبل عام 1940 م كان استخدامها مقتصراً على كميات قليلة وكان تأثيرها الضار بالإنسان غير ملموس حيث كان في الغالب يستخدم بعض مشتقات النباتات الطبيعة مثل مادة النيكوتين المستخرجة من زهرة الأقحوان والتي تعرف بالمبيدات الآمنة كذلك بعض المبيدات اللاعضوية مثل كبريتات النحاسيك والجير الذي يعرف بمزيج بوردو Bordeaux وبعض المستحضرات المحتوية على الزئبق والرصاص والخارصين والكبريت وينتج عنها مخلفات مستقرة تتراكم في التربة ويمكن أن تنتقل إلى مصادر المياه مسببة هلاك الأسماك والطحالب وبعض الأحياء المائية ، وبعد عام 1940 م أدخلت المبيدات العضوية والتي تنتشر داخل الأنسجة الحيةوتحدث تأثيرات ضارة حيث أدخلت المبيدات الحشرية للقضاء على الحشرات الناقلة للأمراض وأصبح المبيد الواحد غير قادر على القضاء على كل الأنواع، وإن كل نوع من الكائنات الحية يحتاج لمبيد خاص) 2 .) وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي أحرزته المبيدات في مجال حماية المزروعات من أخطار الحشرات والكائنات الدقيقة، إلا أن التوسع في استخدامها وظهور سلالات جديدة تتمتع بمناعة عالية ومقاومة كبيرة لتلك المبيدات كان له مردود سلبي على الأراضي الزراعية، وجميع الكائنات الحية التي تعيش عليها من إنسان وحيوان ونبات.