English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

الأثر الدلالي لبعض حروف الجر في كتب تفسير القرآن الكريم من خلال)التحرير والتنوير( للطاهر بن عاشور

(أ فوزية محمد عمر شلوف كلية التربية جامعة الزاوية)
ملخص

الحمد لله الذي أودع في كتابه أسرار البيان، وتحدى به الناس على اختلاف ملكاتهم، وتعدد قدراتهم لتظل آياته خالدة وهديه محكم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ثم وفق أهل العلم إلى تفسيره، وبيان أحكامه، والكشف عن دلالاته، وإظهار إعجازه للعالمين، فليس كتاب في هذا الوجود نال من العناية والاهتمام على مر العصور ما نال الكتاب العظيم فلا يزال هذا القرآن دف اق الفيض، مستمر العطاء لا تنقضي عجائبه، فقد تعاقبت عليه أفهام العلماء على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، فاحتج به النحوي، ونهل منه البلاغي، ونظر فيه المفسر، وتأمل فيه الفقيه، وتوقف عنده المتكلم، وأفاد منه المناظر، والأديب فلم يمنع واحداً منهم ورده، بل وجد كلهم فيه مبتغاه وقصده، وهو مع ذلك متجدد المعاني مع تجدد الأيام، وهذا من دلائل إعجازه الذي باهى به العالمين من لدن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يزال مستمرا حتى يرث الله الأرض ومن عليها. ومن الحقائق الناصعة التي لا تحتاج إلى نصب الأدلة، ولا ينكرها إلا من اتخذ إلهه هواه أن اللغة العربية هي أشرف اللغات وأفصحها؛ لأنها قد بلغت من إيجاز اللفظ وثراء المعنى وتصريف الأفعال وفاعليها ومفعوليها ما يقصر دونه البيان، وينقص قدره محاولة إقامة البرهان ) 1 .) والعلاقة بين القرآن العظيم واللغة العربية كالعلاقة بين الروح والجسد لا انفصام لها ولا انفراط لعقدها "فاللغة العربية هي أعظم أسباب العلم الشرعي ولا يفهم الوحي الإلهي إلا عن طريقها ومن جهل تأويل الكتاب والسنة".) 2 ) فإ ن لا ي ك نها أو ت ك نه فإنه أ خ أرضعته أ م ها بلبا ن ها .......