English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

الفروق الفردية بين تنوع التدريس و تفريد التعليم

(د.فاطمة رمضان صاكال - أ. عبدالسلام الشيباني خليفة كلية التربية الزاوية جامعة الزاوية)
ملخص

يقول الله تعالى )وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ) ذََٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ( ) 1 فالفروق الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات العضوية ، وهي سُنة من سُنن الله في خلقه ؛ فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم ، فلا يوجد فردان متشابهان في استجابة كل منهما لموقف ما ، وهذا الاختلاف والتمايز بين الأفراد أعطى الحياة معنى ، وجعل للفروق الفردية أهمية في تحديد وظائف الأفراد ، وهذا يعني أنه لو تساوى جميع الأفراد في نسبة الذكاءمثلاً فلن يصبح الذكاء حينذاك صفة تميز فردا عن آخر, وتعد ظاهرة الفروق الفردية من أهم حقائق الوجود الإنساني التي أوجدها الله في خلقه حيث يختلف الأفراد في مستوياتهم العقلية ، فمنهم العبقري والذكي جدا والذكي ومتوسط الذكاء ومنخفض الذكاء , هذا فضلا عن تمايز مواهبهم وسماتهم المختلفة وخصائصهم ,فقد أشار إفلاطون في كتابه المدينة الفاللة إلى أنه لم يولد اثنان متشابهان في المواهب الطبيعية ,وقسم الناس إلي فئات تبعا للاختلافات بيئتهم ,كما اهتم أرسطو بالفروق بين الأجناس البشرية وبين الجنسين من الناحية العقلية والخلقية ,في حين شرح الفرابي تطورات الكائنات وتدرجها , وإن الناس يختلفون فيما بينهم في القدره اللغويه, فالفروق الفردية بهذا المعنى ركيزة أساسية ومهمة في تحديد المستويات العقلية والأدائية الراهنة والمستقبلية للمتعلمين ، ولذلك فقد أصبحت الاختبارات العقلية وسيلة مهمة تهدف إلى دراسة احتمالات النجاح أو الفشل العقلي في فترة زمنية لاحقة ,وقد ظهر العديد من الدراسات السيكولوجية التي أولحت أن هناك فروقا بين الأفراد في العمر الواحد في نواحٍ كثيرة كالذكاء والقدرة على التحصيل والفهم والإدراك والاختلافات في الميول والاتجاهات والاهتمامات ودلت البحوث على أن أفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم. فالتعليم يجب أن يقابل متطلبات المتعلمين وفقا لحاجاتهم الفردية , حيث إن الكتب المقررة والأنشطة تولع عادة للمتوسط من المتعلمين في لوء معايير خارجية يراها المسوُولون مناسبة لمرحلة معينة ويتم إغفال مابين التلاميذ من فروق فردية.